الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4929 156 - حدثنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، عن يونس ، عن الزهري قال : أخبرني ابن المسيب ، عن أبي هريرة قال : بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوس فقال رسول الله [ ص: 210 ] صلى الله عليه وسلم : بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا ؟ قالوا : هذا لعمر . فذكرت غيرته فوليت مدبرا . فبكى عمر وهو في المجلس ، ثم قال : أوعليك - يا رسول الله - أغار !

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  وعبدان لقب عبد الله بن عثمان بن جبلة المروزي ، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي ، ويونس هو ابن يزيد الأيلي .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في باب ما جاء في صفة الجنة ; فإنه أخرجه هناك عن سعيد بن أبي مريم عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب - إلى آخره ، وأخرجه مسلم في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن يونس - إلى آخره نحوه .

                                                                                                                                                                                  قوله ( جلوس ) جمع جالس .

                                                                                                                                                                                  قوله ( رأيتني ) ; أي رأيت نفسي .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فإذا ) كلمة مفاجأة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( تتوضأ ) ، قال الكرماني : إما من الوضوء وإما من الوضاءة . قلت : الأوجه أن يكون من الوضاءة على ما لا يخفى . وذكر ابن قتيبة في قوله " فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر " : " فإذا امرأة شوهاء إلى جانب قصر " من حديث ابن شهاب عن سعيد بن المسيب ، وفسره وقال : الشوهاء الحسنة الرائعة ، حدثني بذلك أبو حاتم عن أبي عبيدة قال : ويقال فرس شوهاء ولا يقال فرس أشوه . وقال في المطالع : رجل أشوه وامرأة شوهاء ; يعني قبيحة . قال : ويقال أيضا الحسنة ، وهو من الأضداد ، والشوهاء أيضا الواسعة الفم ، وأيضا الصغيرة الفم . وقال ابن بطال : يشبه أن تكون هذه الرواية هي الصواب وتتوضأ تصحيف ; لأن الحور طاهرات فلا وضوء عليهن ، فلذلك كل من دخل الجنة لا يلزمه طهارة ولا عبادة ، وحروف شوهاء يمكن تصحيفها بحروف تتوضأ لقرب صور بعضها من بعض .

                                                                                                                                                                                  وقال ابن التين : " تتوضأ " قيل إنها تصحيف ; لأن الجنة لا تكليف فيها . وفيما قاله ابن بطال نظر ; لأن أحدا ما ادعى أن عليهن الوضوء ، ومن ادعى أن كل من دخل الجنة يلزمه طهارة أو عبادة فلم لا يجوز أن يصدر عن أحد من أهل الجنة عبادة باختياره ما شاء من أنواع العبادة ، قال عز وجل : ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ويرد كلام ابن التين أيضا بما ذكرنا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية