الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2224 1 - حدثنا سعيد بن أبي مريم قال : حدثنا أبو غسان قال : حدثني أبو حازم ، عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح ، فشرب منه ، وعن يمينه غلام أصغر القوم ، والأشياخ عن يساره ، فقال : يا غلام ، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ ؟ قال : ما كنت لأؤثر بفضلي منك أحدا يا رسول الله ، فأعطاه إياه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وجه دخول هذا الحديث في هذا الباب من حيث مشروعية قسمة الماء ، وأنه يملك إذ لو كان لا يمكن لما جاءت فيه القسمة . ( فإن قلت ) : ليس في الحديث أن القدح كان فيه ماء . ( قلت ) : جاء مفسرا في كتاب الأشربة بأنه كان شرابا ، والشراب هو الماء أو اللبن المشوب بالماء .

                                                                                                                                                                                  ورجاله سعيد بن أبي مريم، وهو سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري ، وأبو غسان بفتح الغين المعجمة ، وتشديد السين المهملة وبالنون واسمه محمد بن مضر الليثي المدني نزل عسقلان ، وأبو حازم بالحاء المهملة والزاي سلمة بن دينار الأعرج المدني ، قال أبو عمرو : روى أبو حازم هذا الحديث عن أبيه . وقال فيه : وعن يساره أبو بكر رضي الله تعالى عنه ، وذكر أبي بكر فيه عندهم خطأ ، وإنما هو محفوظ في حديث الزهري عن عمرو بن حرملة ، عن ابن عباس قال : دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - على ميمونة ، فجاءتنا بإناء فيه لبن ، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأنا معه ، وخالد عن يساره ، فقال لي : الشربة لك ، وإن شئت آثرت خالدا ، فقلت : ما كنت لأوثر بسؤرك أحدا ، ثم قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - : من أطعمه الله طعاما ، فليقل اللهم بارك لنا فيه ، وأطعمنا خيرا منه ، ومن سقاه الله لبنا ، فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وعن يمينه غلام " هو الفضل بن عباس ، حكاه ابن بطال ، وحكى ابن التين أنه أخوه عبد الله . قوله : " بفضلي " ويروى : بفضل ، وفيه فضيلة اليمين على الشمال ، وقد أمروا بالشرب بها والمعاطاة دون الشمال .

                                                                                                                                                                                  وفيه : أن من استحق شيئا من الأشياء لم يدفع عنه صغيرا كان أو كبيرا إذا كان ممن يجوز إذنه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية