الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
( قول بشر بن الوليد وأبي يوسف رحمهما الله تعالى ) : روى ابن أبي حاتم قال : جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له : تنهاني عن كلام وبشر المريسي وعلي الأحول وفلان يتكلمون فقال وما يقولون ؟ قال : يقولون إن الله في كل مكان . فبعث أبو يوسف وقال علي بهم فانتهوا إليهم وقد قام بشر فجيء بعلي الأحول والشيخ الآخر فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك وأمر به إلى الحبس ، وضرب علي الأحول وطيف به ، وقد استتاب أبو يوسف بشرا المريسي لما أنكر أن الله فوق عرشه وهي قصة مشهورة ذكرها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره ، وأصحاب أبي حنيفة المتقدمون على هذا ، قال محمد بن الحسن رحمه الله اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في صفات الرب عز وجل من [ ص: 223 ] غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه ، فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتب والسنة ثم سكتوا ، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة ; لأنه وصفه بصفة لا شيء . وقال محمد رحمه الله تعالى أيضا في الأحاديث التي جاءت أن الله تعالى يهبط إلى سماء الدنيا ونحو هذا ، هذه الأحاديث قد رواها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها ، ذكر ذلك ( عنه ) أبو القاسم اللالكائي ، وهذا تصريح منه بأن من قال بقول جهم فقد فارق جماعة المسلمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية