الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3579 - وأخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، نا أبو الحسن الحجاجي، نا أبو العباس الدغولي، نا علي بن محمد، نا عمرو بن علي، ومحمد بن الوليد، قالا: نا محمد بن جعفر، نا شعبة ، عن ثابت، قال: سمعت أنس بن مالك ، قال: " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وحاد يحدو بالنساء، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: رويدك سوقك بالقوارير ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن آدم، عن شعبة ، وأخرجه محمد، عن آدم، عن شعبة ، وأخرجه محمد، عن مسدد ، وأخرجه مسلم، عن أبي الربيع العتكي، وغيره، كل عن حماد، عن ثابت.

                                                                            المراد بالقوارير: النساء شبههن بالقوارير، لضعف عزائمهن، والقوارير يسرع إليها الكسر.

                                                                            وكان أنجشة غلاما أسود وفي سوقه عنف، فأمره أن يرفق بهن في السوق، كما يرفق بالدابة التي عليها قوارير.

                                                                            وفيه وجه آخر، وهو أن أنجشة كان حسن الصوت بالحداء، فكان يحدو لهن، وينشد من القريض والرجز ما فيه تشبيب، فلم يأمن أن يقع في [ ص: 158 ] قلوبهن حداؤه، فأمر بالكف عن ذلك، وشبه ضعف عزائمهن، وسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في سرعة الآفة إليها.

                                                                            وروي عن سفيان بن أسيد الحضرمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت به كاذب ".

                                                                            وكان إبراهيم النخعي متواريا، فكان أصحابه يدخلون عليه، فإذا خرجوا من عنده، يقول لهم: إذا سئلتم عني، فقولوا: لا ندري أين هو، فإنكم لا تدرون إذا خرجتم إلى أين أتحول، وكان تحوله من موضع من الدار إلى موضع آخر.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية