الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3711 - أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، نا محمد بن يوسف الفربري، نا محمد بن إسماعيل البخاري ، نا عبد الله بن عبد الوهاب، نا بشر بن المفضل، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك ، "أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما".

                                                                            هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه مسلم، عن زهير، عن يونس، عن شيبان، عن قتادة، وفيه عن ابن مسعود .

                                                                            قال جماعة من المنكرين على هذا الحديث: هذا أمر عجيب، ولو كان حقيقة، لم يخف ذلك على العوام، ولتناقلته القرون، ولخلد ذكره في الكتب، وذكره أهل العناية بالسير والتواريخ.

                                                                            قيل لهم: هذا شيء طلبه قوم خاص على ما حكاه أنس، فأراهم ذلك ليلا، وأكثر الناس نيام، ومستكنون بالأبنية، والإيقاظ في البوادي والصحاري، قد يتفق أن يكونوا مشاغيل في ذلك الوقت، وقد يكسف [ ص: 289 ] القمر، فلا يشعر به كثير من الناس، وإنما كان ذلك في قدر اللحظة التي هي مدرك البصر، ولو دامت هذه الآية حتى يشترك فيها العامة والخاصة، ثم لم يؤمنوا، لاستؤصلوا بالهلاك، فإن من سنة الله تعالى في الأمم قبلنا أن نبيهم كان إذا أتى بآية عامة يدركها الحس، فلم يؤمنوا أهلكوا، كما قال الله سبحانه وتعالى في ( إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ) .

                                                                            فلم يظهر الله سبحانه وتعالى هذه الآية للعامة لهذه الحكمة، والله أعلم، وله الحمد.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية