الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3779 - أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل ، حدثنا عبد الله بن محمد، سمع روح بن عبادة، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنس بن مالك ، عن أبي طلحة، " أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم، أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث، أمر براحلته، فشد عليها رحلها، ثم مشى، واتبعه أصحابه، [ ص: 384 ] وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي.

                                                                            فجعل يناديهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم: يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله، فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ قال: فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟! قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ".


                                                                            قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا، ونقمة وحسرة وندما.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن محمد بن حاتم، عن روح بن عبادة.

                                                                            الصناديد: العظماء، يقال: رجل صنديد.

                                                                            والطوي: البئر المطوية، وهي التي ضرست، أي: طويت بالحجارة لئلا تنهار.

                                                                            قلت: وقوله عز وجل: ( وما أنت بمسمع من في القبور ) ، أراد به الكفار الذين هم صم عن الهدى لا تقدر أنت [ ص: 385 ] على هدايتهم كما قال جل ذكره: ( وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم ) .

                                                                            وروي عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: كنا مع عمر رضي الله عنه بين مكة والمدينة، أنشأ يحدثنا عن أهل بدر، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرينا مصارع أهل بدر بالأمس، يقول: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله، قال: فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية