الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3784 - أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل ، نا أبو معمر ، نا عبد الوارث، نا عبد العزيز، عن أنس، قال: " لما كان يوم أحد، انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة.

                                                                            فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك.

                                                                            ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في [ ص: 391 ] أفواه القوم، ثم ترجعان، فتملآنها، ثم تجيئان، فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثا ".


                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن أبي معمر عبد الله بن عمرو المنقري، عن عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، وقال: إما مرتين وإما ثلاثا من النعاس.

                                                                            قلت: قوله: مجوب من الجوب، وهو الترس، وجمعه أجواب، يريد: مترس عليه بحجفة، وهي الترس، والخدم جمع خدمة، وهي الخلخال.

                                                                            تنقزان، يقال: نقز وقفز نقزانا وقفزانا: إذا وثب.

                                                                            ويروى: تزفران القرب، أي: تحملانها.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية