الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب تحريم العقوق

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( إما يبلغان عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ) .

                                                                            يريد: لا تقل لهما ما يكون فيه أدنى تبرم.

                                                                            والأف والتف: وسخ الأظفار، ويقال لكل ما يستثقل ويضجر منه: أف له.

                                                                            قال مجاهد : لا تقذرهما كما كانا لا يقذرانك، وقوله عز وجل: ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) ، قال عطاء: لا ينبغي لك أن ترفع يديك على والديك، ولا إليهما تعظيما لهما، وقال عروة: لا تمتنع من شيء أحباه.

                                                                            وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور ". [ ص: 16 ] .

                                                                            3426 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل ، نا عثمان، نا جرير، عن منصور، عن الشعبي، عن وراد مولى المغيرة بن شعبة ، عن المغيرة بن شعبة ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن إسحاق الحنظلي ، عن جرير.

                                                                            وأد البنات: هو دفنهن أحياء، ومنه قوله عز وجل: ( وإذا الموؤودة سئلت ) ، سئل سعيد بن جبير عن إضاعة المال، قال: أن ينفق الطيب في الخبيث.

                                                                            قوله: " منع وهات "، يريد منع الواجب عليه من الحقوق، وأخذ ما لا يحل له من أموال الناس.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية