الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 247 ] ( فوائد )

( الأولى ) : قال العلامة ابن حمدان في كتابه نهاية المبتدئين كسائر علماء السنة : ونجزم بأن المؤمنين يرون ربهم تعالى يوم القيامة بالأبصار ، ويكلمهم على ما يليق به فيهما ولا يراه الكفار ، ولا يكلمهم ، قال : ومن أنكر الرؤية كفر ، نص عليه الإمام أحمد انتهى .

وفي حادي الأرواح : الرب سبحانه وتعالى يرى ولا يدرك ، كما يعلم ولا يحاط به ، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة - رضي الله عنهم - من قوله تعالى ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) قال ابن عباس - رضي الله عنهما : لا تدركه الأبصار : لا تحيط به الأبصار . وقال قتادة : هو أعظم من أن تدركه الأبصار .

وقال ابن عطية : ينظرون إلى الله ولا تحيط أبصارهم به من عظمته ، وبصره تعالى يحيط بهم فذلك قوله تعالى ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) فالمؤمنون يرون ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم عيانا ، ولا تدركه أبصارهم بمعنى أنها لا تحيط به إذ كان غير جائز أن يوصف الله - عز وجل - بأن شيئا يحيط به ، وهو بكل شيء محيط ، وهكذا يسمع كلامه من شاء من خلقه ، ولا يحيطون بكلامه ، فقوله تعالى ( لا تدركه الأبصار ) من أدل شيء على أنه يرى ولا يدرك ، فهو لعظمته يتعالى عن أن تدركه الأبصار ولا تحيط به ، وللطفه وخبرته يدرك الأبصار فلا يخفى عليه شيء ، فهو العظيم في لطفه ، اللطيف في عظمته ، العالي في قربه ، القريب في علوه ، الذي ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) - ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) . انتهى ملخصا .

التالي السابق


الخدمات العلمية