الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( الثالث ) أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص ، واسم أبي وقاص مالك بن وهيب ، ويقال : أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الزهري ، وأمه حمنة بنت سفيان ، وقيل : بنت أبي سفيان بن عبد شمس بن عبد مناف ، أسلم قديما على يد أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - وهو ابن سبع عشرة سنة وقال : كنت ثالثا في الإسلام ، وأنا أول من رمى بسهم في سبيل الله ، شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان قصيرا غليظا ذا هامة ، شثن الأصابع ، آدم ، أفطس ، أشعر الجسد ، وفداه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد بأبويه أي قال له : " ارم فداك أبي وأمي " . مات - رضي الله عنه - في قصره بالعقيق قريبا من المدينة ، فحمل على رقاب الرجال إلى المدينة ، وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي [ ص: 359 ] المدينة من قبل معاوية ، ودفن بالبقيع وذلك سنة خمس وخمسين وقيل : سبع وخمسين ، وله بضع وسبعون سنة وقيل : اثنان وثمانون ، وهو آخر العشرة موتا ، وكان قد اعتزل الفتنة ، وكف بصره في آخر عمره - رضي الله عنه - وروي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائتان وسبعون حديثا ، منها في الصحيحين ثمانية وثلاثون حديثا ، اتفقا منها على خمسة عشر ، وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بثمانية عشر ، روى عنه عبد الله بن عمر ، وجابر بن سمرة ، وعامر ومحمد ومصعب بنوه ، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وابن المسيب ، وأبو عثمان النهدي ، وقيس بن أبي حازم ، وغيرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية