الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 96 ] قال تعالى : ( قال هذا صراط علي مستقيم ( 41 ) ) ) .

قوله تعالى : ( علي مستقيم ) : قيل : على بمعنى إلى ; فيتعلق بمستقيم ، أو يكون وصفا لصراط . وقيل : هو محمول على المعنى . والمعنى : استقامته علي .

ويقرأ " علي " أي علي القدر . والمراد بالصراط : الدين .

قال تعالى : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ( 42 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا من اتبعك ) : قيل : هو استثناء من غير الجنس ; لأن المراد بعبادي الموحدون ، ومتبع الشيطان غير موحد . وقيل : هو من الجنس ; لأن عبادي جميع المكلفين . وقيل : " إلا من اتبعك " استثناء ليس من الجنس ; لأن جميع العباد ليس للشيطان عليهم سلطان ; أي حجة ومن اتبعه لا يضلهم بالحجة ، بل بالتزيين .

قال تعالى : ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين ) .

قوله تعالى : ( أجمعين ) : هو توكيد للضمير المجرور .

وقيل : هو حال من الضمير المجرور ، والعامل فيه معنى الإضافة .

فأما الموعد إذا جعلته نفس المكان فلا يعمل ، وإن قدرت هنا حذف مضاف ، صح أن يعمل الموعد ; والتقدير : وإن جهنم مكان موعدهم .

قال تعالى : ( لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ( 44 ) ) .

قوله تعالى : ( لها سبعة أبواب ) : يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون مستأنفا . ولا يجوز أن يكون حالا من جهنم ; لأن " إن " لا تعمل في الحال .

( منهم ) : في موضع حال من الضمير الكائن في الظرف ; وهو قوله تعالى : ( لكل باب ) ويجوز أن يكون حالا من " جزء " ، وهو صفة له ثانية قدمت عليه .

ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في " مقسوم " لأن الصفة لا تعمل في الموصوف ولا فيما قبله ; ولا يكون صفة لباب ; لأن الباب ليس من الناس .

قال تعالى : ( إن المتقين في جنات وعيون ( 45 ) ادخلوها بسلام آمنين ( 46 ) ) .

[ ص: 97 ] قوله تعالى : ( وعيون ادخلوها ) : يقرأ على لفظ الأمر ، ويجوز كسر التنوين وضمه ; وقطع الهمزة على هذا لا يجوز .

ويقرأ بضم الهمزة ، وكسر الخاء ، على أنه ماض ; فعلى هذا لا يجوز كسر التنوين ; لأنه لم يلتق ساكنان ; بل يجوز ضمه على إلقاء ضمة الهمزة عليه ; ويجوز قطع الهمزة .

( بسلام ) : حال ; أي سالمين ، أو مسلما عليهم .

و ( آمنين ) : حال أخرى بدل من الأولى .

قال تعالى : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ( 47 ) ) .

قوله تعالى : ( إخوانا ) : هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى : ( جنات ) .

ويجوز أن يكون حالا من الفاعل في " ادخلوها " مقدرة ، أو من الضمير في " آمنين " .

وقيل : هو حال من الضمير المجرور بالإضافة ; والعامل فيها معنى الإلصاق والملازمة .

( متقابلين ) : يجوز أن يكون صفة لإخوان ; فتتعلق " على " بها .

ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار ; فيتعلق الجار بمحذوف ، وهو صفة لإخوان .

ويجوز أن يتعلق بنفس إخوان ; لأن معناه متصافين ; فعلى هذا ينتصب " متقابلين " على الحال من الضمير في إخوان .

قال تعالى : ( لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ( 48 ) ) .

قوله تعالى : ( لا يمسهم ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في متقابلين . وأن يكون مستأنفا .

و ( منها ) : يتعلق بمخرجين .

التالي السابق


الخدمات العلمية