الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه الرابع عشر: أنه لو كان الحجاب لغير جسم بطل ما ذكروه، وإن كان لا يكون لجسم فقد تقدم أنه ليس في العقل ولا في الشرع ما ينفي الجسم، وأن إطلاق القول بأن الله عز وجل ليس بجسم ولا جوهر بدعة باتفاق سلف الأمة وأئمتها، بل ذلك أعظم ابتداعا من القول بأنه جسم وجوهر، وإذا كان هذا النفي بدعة باطلة، لم يكن ذلك معارضا لما ثبت بالكتاب والسنة، وهذه الكلمة هي قول الجهمية المعطلة لما جاء به الكتاب والسنة، ولما علم بضرورة العقل والنظر، المعطلة في الحقيقة للرب المعبود ومعرفته وعبادته هي أساس الشر والردة والنفاق، وإن كانت قد نفقت على طوائف من أهل الإيمان لم يعلموا ما قصدوا بها الذين [ ص: 128 ] ابتدعوها، أفسدوا بها فطرة الله عز وجل التي فطر العباد عليها، وكتابه الذي أنزل على رسوله، وصدوا بها عن سبيل الله عز وجل، وهي لهؤلاء كاللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى لأولئك، وهي من الأسماء التي سموها هم وآباؤهم وما أنزل الله بها من سلطان، فإن الله تعالى لم ينزل في شيء من كتبه، ولا قال أحد من رسله ولا من ورثتهم أن الله عز وجل ليس بجسم ولا جوهر، وإنما الكلام مأخوذ عن المشركين ومن وافقهم من مبدلة الصابئة وأهل الكتاب، ثم إنه اشتبه على من ضل به من أهل الملل.

التالي السابق


الخدمات العلمية