الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه الثاني والعشرون: قوله: "والحجاب عند من ينكر الرؤية محمول على أنه منع وصول آثار إحسانه إليهم".

فيقال: لو كان الحجاب منع الإحسان، لكان من كلمه الله من وراء حجاب كما كلم موسى، وهو التكليم الذي فضله الله به على سائر العباد - منعا من الإحسان، فيكون الذي ناداه الله وقربه نجيا، أو اصطفاه على الناس برسالاته وكلامه ممنوعا من الإحسان إليه، وهذا من أفسد ما يكون في بداهة [ ص: 133 ] العقول، وهو من أبلغ التحريف، وقلب الحقائق، والإلحاد في آيات الخالق، ومعلوم أن هذا ما قالوه إلا في قوله: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [المطففين: 15]. لم يقولوا في هذه الآية، لكن الحجاب مذكور في الآيتين. [ ص: 134 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية