الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وكذلك استفاضت السنن بأنه يشار بالأصبع الواحدة في الدعاء في الصلاة، وعلى المنابر يوم الجمعة، وفي غير ذلك؛ فعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع أصبعه اليمنى التي تلي الإبهام، فدعا بها ويده اليسرى على ركبته باسطها عليها".

وفي رواية: " كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى".

[ ص: 510 ] رواهما أحمد ومسلم والنسائي.

وروى الثاني أبو داود أيضا، وعن عبد الله بن الزبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فخذه اليمنى وساقه، وفرش قدمه اليمنى، ووضع يده اليسرى على ركبة فخذه اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه" وأشار بعض الرواة " بالسبابة " رواه أحمد ومسلم وأبو داود، [ ص: 511 ] وعن ابن الزبير أيضا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في التشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بالسبابة، ولم يجاوز بصره إشارته" رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وعن وائل بن حجر أنه قال: في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: " قعد فافترش رجله اليسرى، ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، ثم قبض ثنتين من أصابعه، وحلق حلقة ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها" وفي رواية: " يقول هكذا وحلق الإبهام والوسطى وأشار بالسبابة" رواه أحمد وأبو داود والنسائي [ ص: 512 ] وابن ماجه، وعن مالك بن نمير الخزاعي، عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا ذراعه اليمنى، على فخذه اليمنى، رافعا أصبعه السبابة قد حناها شيئا" رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.

[ ص: 513 ] وعن حصين بن عبد الرحمن قال: رأى عمارة بن رويبة بشر بن مروان وهو يدعو في يوم الجمعة فقال عمارة قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ما يزيد على هذه، يعني السبابة"، وفي رواية: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ما يزيد على هذه، يعني السبابة" وفي رواية:” رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب إذا دعا يقول هكذا، فرفع السبابة وحدها".

وهذا الحديث رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه، وفي سنن أبي داود عن ابن عباس [ ص: 514 ] قال: " المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما، والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة، والابتهال أن تمد يديك جميعا، وفي رواية: " والابتهال هكذا: ورفع يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجهه" رواه أيضا مرفوعا عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر نحوه".

وأما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء فهو في الحديث أكثر من أن يبلغه الإحصاء.

وأما حديث أنس قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى [ ص: 515 ] بياض إبطيه" رواه الجماعة أهل الصحاح والسنن والمسانيد مثل: البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والإمام أحمد في مسنده وغيرهم.

وفي رواية لمسلم: " أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء"، رواه أبو داود ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان [ ص: 516 ] يستسقي هكذا، يعني ومد يديه وجعل بطونها مما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه".

فهذا هو رفعهما إلى فوق رأسه، وهو الابتهال المذكور في حديث ابن عباس، ومن صوره هذا الرفع إلى فوق الرأس أن تصير كفاه من جهة السماء إذ لا يمكن مع استيفاء الرفع أن تكون بطونهما من نحو السماء.

التالي السابق


الخدمات العلمية