الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال القاضي أبو يعلى: فأما قوله تعالى: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله الآية، فحكى شيخنا أبو عبد الله في كتابه عن جماعة من أصحابنا الأخذ بظاهر الآية في إثبات الجنب صفة لله تعالى، قال: ونقلت من خط أبي حفص البرمكي.

قال ابن بطة: قوله بذات الله: أمر الله، كما تقول في جنب الله يعني في أمر الله.

قال القاضي: وهذا منه يمنع أن يكون صفة لذات، وهو الصحيح عندي، وأن المراد بذلك التقصير في طاعة الله تعالى والتفريط في عبادته، لأن التفريط لا يقع في جنب الصفة، وإنما يقع في الطاعة والعبادة، وهذا مستعمل في كلامهم: فلان في جنب فلان، يريدون بذلك في طاعته وخدمته والتقرب منه، ويبين صحة هذا التأويل ما في سياق الآية: من المحسنين ، لكنت من المتقين ، وهذا كله راجع إلى الطاعات.

[ ص: 470 ] قال: وقد اعتبر أحمد القرائن في مثل هذا فقال في قوله: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم [المجادلة: 7] قال: "المراد به علم الله، لأن الله افتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم".

التالي السابق


الخدمات العلمية