الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وقال أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني في كتاب "الرسالة في السنة" له: "ويعتقد أصحاب [ ص: 67 ] الحديث، ويشهدون أن الله فوق سمواته على عرشه كما نطق به كتابه وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا أن الله تعالى على عرشه، وعرشه فوق سمواته".

وقال أبو بكر البيهقي في كتاب الاعتقاد، له، في باب القول في الاستواء: "قال الله تعالى: الرحمن على العرش استوى [طه: 5] ثم استوى على العرش [الفرقان: 59] وهو القاهر فوق عباده [الأنعام: 61] يخافون ربهم من فوقهم [النحل: 50] إليه يصعد الكلم الطيب [فاطر: 10] أأمنتم من في السماء [الملك: 16] أراد فوق السماء كما قال: ولأصلبنكم في جذوع النخل [طه: 71] يعني على جذوع النخل. وقال: فسيحوا في الأرض [التوبة: 2] يعني على الأرض. وكل ما علا فهو سماء، والعرش على السموات، فمعنى الآية: أأمنتم من [ ص: 68 ] على العرش؟ كما صرح به سائر الآيات" وقال: "فيما كتبنا من الآيات دلالة على إبطال قول من زعم من الجهمية بأن الله بذاته في كل مكان. وقوله: وهو معكم أين ما كنتم إنما أراد بعلمه لا بذاته".

التالي السابق


الخدمات العلمية