الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
ثم قال: (باب) فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، حدثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجلى لي في أحسن صورة فسألني: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: رب لا علم لي، قال: فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي، أو وضعها بين [ ص: 346 ] ثديي حتى وجدت بردها بين كتفي، فما سألني عن شيء إلا علمته».

قال: وحدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن ليث، عن أبي سابط، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تراءى لي ربي في أحسن صورة» ثم ذكر [ ص: 347 ] الحديث.

حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد قالا: حدثنا ابن جابر قال: مر بنا خالد بن اللجلاج، فدعاه مكحول، فقال له: يا أبا إبراهيم، حدثنا حديث عبد الرحمن بن عائش، قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ربي في أحسن صورة» حدثنا يحيى بن عثمان بن كثير، حدثنا [ ص: 348 ] زيد بن يحيى، حدثنا ابن ثوبان، حدثنا أبي، عن مكحول وابن أبي زائدة، عن ابن عائش الحضرمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ربي في أحسن صورة» وذكر حديث أبي قلابة، عن خالد، عن ابن عباس، وحديث [ ص: 349 ] ثوبان. قال: وفي هذه الأخبار: «وضع يده بين كتفي».

والحافظ أبو القاسم الطبراني ذكر في كتاب السنة في باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه أحاديث ابن عباس ونحوها، ثم ذكر الحديث، وقدم فيه طريق معاذ الذي هو أصحها وأكملها، ورواه من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير، فقال: حدثنا محمد بن محمد التمار البصري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي [ ص: 350 ] حدثنا موسى بن خلف العمي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن عبد الرحمن السكسكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل قال: «احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة حتى كادت الشمس تطلع، فلما صلى بنا الغداة قال: إني صليت الليلة ما قضي لي، ووضعت جنبي في المسجد، فأتاني ربي عز وجل في أحسن صورة، فقال: يا محمد! هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا يا رب، قالها ثلاثا، قلت: لا يا رب، قال: فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها في صدري، فتجلى لي كل شيء وعرفته، فقلت: في الكفارات، قال: فما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام، فقال: صدقت. فما الكفارات؟ قلت: إسباغ الوضوء في [ ص: 351 ] السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ونقل الأقدام إلى الجمعات، قال: صدقت، سل يا محمد! قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت بين عبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، اللهم إني أسألك حبك، وحب من أحبك وحب عمل يقربني إلى حبك». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموهن وادرسوهن فإنهن حق».

التالي السابق


الخدمات العلمية