الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5358 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، قال : ثنا سفيان الثوري . ( ح ) .

                                                        5359 - وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال : ثنا يوسف بن عدي ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، عن سفيان ، عن قيس بن مسلم ، قال : سألت الحسن بن محمد بن علي ، عن قول الله عز وجل : واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه الآية .

                                                        قال : أما قوله : فأن لله خمسه ، فهو مفتاح كلام الله في الدنيا والآخرة ، وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل .

                                                        فاختلف الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال قائل : سهم ذوي القربى لقرابة الخليفة .

                                                        وقال قائل : سهم النبي صلى الله عليه وسلم للخليفة من بعده .

                                                        ثم أجمع رأيهم على أن جعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله عز وجل ، فكان ذلك في إمارة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .

                                                        فلما اختلفوا فيما يقسم عليه الفيء وخمس الغنائم هذا الاختلاف ، فقال كل فريق منهم ما قد ذكرناه عنه .

                                                        وجب أن ننظر في ذلك ؛ لنستخرج من أقوالهم فيه قولا صحيحا .

                                                        فاعتبرنا قول الذين ذهبوا إلى أنهما يقسمان على ستة أسهم ، وجعلوا ما أضافه الله عز وجل إلى نفسه من ذلك يجب به سهم ، يصرف في حق الله تعالى ، كما ذكروا ، هل له معنى أم لا ؟

                                                        فرأينا الغنيمة قد كانت محرمة على من سوى هذه الأمة من الأمم ، ثم أباحه الله لهذه الأمة رحمة منه إياها وتخفيفا منه عنها ، وجاءت بذلك الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية