الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        4 - باب شبه العمد

                                                        هل يكون فيما دون النفس كما يكون في النفس ؟

                                                        قال أبو جعفر : فإن قال قائل : لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النفس قد يكون فيها شبه عمد كان كذلك فيما دون النفس ، وذكر في ذلك الآثار التي قد رويناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي فيها : ألا إن قتيل خطأ العمد [ ص: 190 ] بالسوط والعصا والحجر فيه مائة من الإبل ، منها أربعون خلفة في بطونها أولادها .

                                                        فكان من حجتنا عليه في ذلك أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النفس ما قد روي عنه فيها .

                                                        وقد روي عنه فيما دون النفس ما يخالف ذلك ، وهو ما قد ذكرناه بإسناده في أول هذا الكتاب في خبر الربيع أنها لطمت جارية ، فكسرت ثنيتها ، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر بالقصاص .

                                                        وقد رأينا اللطمة إذا أتت على النفس لم يجب فيها قود ورأيناها فيما دون النفس قد أوجبت القود .

                                                        فثبت بذلك أن ما كان في النفس شبه عمد ، أنه فيما دون النفس عمد على تصحيح هذه الآثار .

                                                        وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن رضوان الله عليهم أجمعين .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية