الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه العشرون :

                                                                                                                                                                                                                              قول سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم : «وأعطاني ملكا عظيما» : قال ابن دحية : لا يعهد لإبراهيم ملك عرفي ، فإما أن يراد بالملك الإضافة إليه نفسه وذلك لقهره لعظماء الملوك ، وناهيك بالنمرود ، وقد قهره الله تعالى لخليله وأعجزه عنه ، وغاية الملك العظيم قهر الملك العظيم ، فالقاهر أعظم من المقهور قطعا . ويحتمل أن يراد الإضافة إلى نبيه وذريته وذلك نحو ملك يوسف الصديق صلى الله عليه وسلم وهلم جرا كملك داود وسليمان والكل من ولد إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وفي التنزيل : فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما

                                                                                                                                                                                                                              [النساء : 54] والإشارة هنا إلى ذريته . وإما أن يراد ملك النفس في مظنة الاضطراب مثل ملكه لنفسه . وقد سأله جبريل فقال : ألك حاجة؟ فقال : أما إليك فلا .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية