الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 72 ] شرح غريب ما سبق

                                                                                                                                                                                                                              «وكز» ضرب برفق .

                                                                                                                                                                                                                              «وكري الطائر» تثنية بفتح الواو وهو عش الطائر إن كان في جبل أو شجر ، والمراد هنا بيتان شبيهان بعشه في الهيئة والوضع لا في المقدار . «نمت» زادت .

                                                                                                                                                                                                                              «الخافقان» طرفا السماء والأرض أو المشرق والمغرب وخوافق السماء جهاتها التي تهب منها الرياح الأربع .

                                                                                                                                                                                                                              «لمسست» بكسر أول سينيه وفتحها وقد يخفف وتنقل حركتها إلى الميم وقد تترك الميم مفتوحة .

                                                                                                                                                                                                                              «أقلب طرفي» حال من الضمير قبله أي مقلبا بصري في آيات الله في الآفاق .

                                                                                                                                                                                                                              «حلس» بكسر الحاء والسين المهملتين : كساء يلي ظهر الدابة تحت الرحل يشبه به من لزم شيئا من خشية أو نحو ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              «السبب» في الأصل الذي يتوصل به إلى الماء ثم استعير لكل ما يتوصل به إلى شيء .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ : «وحديث أنس السابق رجاله لا بأس بهم إلا أن الدارقطني ذكر له علة تقتضي إرساله . وعلى كل حال فهي قصة أخرى ، الظاهر أنها وقعت بالمدينة ، قال ولا بعد في وقوع مثل ذلك في المنام ، وإنما المستغرب وقوع التعدد في قصة المعراج التي وقع فيها السؤال عن كل نبي وسؤال أهل كل سماء : هل بعث إليه؟ وفرض الصلوات الخمس وغير ذلك ، فإن تعدد مثل ذلك في اليقظة لا يتجه ، فيتعين رد بعض الروايات المختلفة إلى بعض والترجيح ، إلا أنه لا بعد في وقوع جميع ذلك في المنام ، ثم وقوعه في اليقظة على وفقه ولهذا مزيد بيان في الباب الثامن .

                                                                                                                                                                                                                              وذهب جماعة منهم المهلب شارح البخاري ، وحكاه عن طائفة ، وأبو نصر القشيري ، والبغوي ، والسهيلي ، ونقل تصحيحه عن شيخه القاضي أبي بكر العربي ، وجزم به النووي في فتاويه إن الإسراء وقع مرتين : مرة في النوم ومرة في اليقظة . قالوا : «وكانت مرة النوم توطئة له وتيسيرا عليه ، كما كان في بدء نبوته الرؤيا الصادقة ، ليسهل عليه أمر النبوة ، فإنه أمر عظيم [ ص: 73 ] تضعف عنه القوى البشرية ، وكذلك الإسراء سهله عليه الرؤيا لأن هوله عظيم ، فجاء في اليقظة على توطئة وتقدمة رفقا من الله تعالى بعبده وتسهيلا عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ : «ومن المستغرب قول ابن عبد السلام في تفسيره : إن الإسراء كان في النوم واليقظة ووقع بمكة والمدينة ، فإن كان يريد تخصيص المدينة بالنوم ويكون كلامه على طريق اللف والنشر غير المرتب فيحتمل ، ويكون الإسراء الذي اتصل بالمعراج وفرضت فيه الصلاة بمكة ، والآخر في المنام بالمدينة ، وينبغي أن يزاد فيه أن الإسراء في المنام تكرر بالمدينة النبوية . ففي الصحيح في الجنائز حديث سمرة الطويل ، وفي غيره حديث عبد الرحمن بن سمرة الطويل ، وفي الصحيح حديث ابن عباس رضي الله عنهما في رؤيا الأنبياء ، وحديث ابن عمر في ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              قلت وسيأتي في باب مناماته صلى الله عليه وسلم ما فيه مقنع . [ ص: 74 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية