الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه التاسع والثلاثون :

                                                                                                                                                                                                                              في قول آدم : «مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح» ، ثناء جميل جليل للنبي صلى الله عليه وسلم ، ووصفه بالصلاح مكررا مع النبوة ، أي صالح مع النبيين جميعا ، وفيه تنويه بفضيلة الصلاح وعلو درجته ، ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم . قال بعضهم : وصلاح الأنبياء صلاح خاص لا يتناول عموم الصالحين . واحتج على ذلك بأنه قد تمنى كثير من الأنبياء أن يلحق بالصالحين ، ولا يتمنى الأعلى أن يلحق بالأدنى ، ولا خلاف في أن النبوة أعلى من [ ص: 123 ]

                                                                                                                                                                                                                              صلاح الصالحين من الأمم . وبهذا تحقق أن الصلاح المضاف إلى الأنبياء غير الصلاح المضاف إلى الأمم ، فصلاح الأنبياء صلاح كامل لأنه يزول بهم كل فساد ، فلهم كل صلاح ومن دونهم الأمثل فالأمثل ، فكل واحد يستحق اسم الصلاح على قدر ما زال به أو منه من الفساد ، واقتصر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم على وصفه صلى الله عليه وسلم بالصلاح وتواردوا على ذلك لأن الصلاح يشمل خصال الخير ، ولذلك كررها كل منهم عند وصفه .

                                                                                                                                                                                                                              والصالح هو الذي يقوم بما يلزمه من حقوق الله تعالى وحقوق العباد ، فمن ثم كانت كلمة جامعة مانعة شاملة لسائر الخصال المحمودة ، ولم يقل له أحد : مرحبا بالنبي الصادق ولا بالنبي الأمين لما ذكرنا من أن الصلاح شامل لسائر أنواع الخير .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية