الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه الثالث والعشرون :

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن دحية : اعلم أن التخيير قد يكون بين واجبين كخصال الكفارة وقد يكون بين مباحين ، وأما التخيير بين واجب وممنوع أو مباح وممنوع فمستحيل ، فانظر في إحضار اللبن والخمر ، هل أريد به الإباحة لهما والإذن فيهما؟ كما لو أحضرت طعامين لضيف وأبحتهما له ، فما معنى اختياره لأحدهما؟ وما معنى قول جبريل :

                                                                                                                                                                                                                              «اخترت الفطرة» أو «أصبت ، أصاب الله بك» ؟ وإن كان المراد الإذن في أحدهما لا بعينه ، بحيث يكون الآخر ممنوعا لزم التخيير بين ممنوع ومباح ، وذلك لا يتصور ، والذي يرفع الإشكال إن شاء الله تعالى أن يكون المراد تفويض الأمر في تحريم ما يحرم منها وتحليل ما يحل إلى اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم وسداد نظره المعصوم . فلما نظر فيها أداه اجتهاده إلى تحريم الخمر وتحليل اللبن ، فوافق الصواب في علم الله تعالى ، فقال له جبريل : «أصبت» ، وعلى تقدير ألا تكون الخمر محرمة لأنها إنما حرمت بالمدينة فيكون توقيها ورعا وتعريضا بأنها ستحرم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية