الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه الحادي والثلاثون :

                                                                                                                                                                                                                              استفتاح جبريل باب السماء يحتمل أن يكون بقرع أو صوت . قال الحافظ : «والأشبه الأول لأنه صوت معروف» . قلت : في حديث ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه : «فقرع الباب» . قال ابن دحية : وفي استفتاح جبريل لأبواب السماء دليل على أنه صادف أبوابها مغلقة ، وإنما لم تهيأ للنبي صلى الله عليه وسلم بالفتح قبل مجيئه ، وإن كان أبلغ في الإكرام ، لأنه لو رآها مفتحة لظن أنها لا تزال كذلك ، ففعل ذلك ليعلم أن ذلك فعل من أجله ، وأن الله تعالى أراد أن يطلعه على كونه معروفا عند أهل السماوات ، وقول أمين الوحي لما قيل له : من هذا؟ « جبريل » : سمى نفسه لئلا يلتبس بغيره ولا يحتاج إلى موقف للمراجعة في المرة ، فإنه معهود عندهم نزوله وصعوده ولذلك قدم اسمه لأنه الرسول بإحضار النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              واستنبط ابن دحية وتبعه ابن المنير من قول الملك : «مرحبا» إلى آخره ، جواز رد السلام بغير لفظه . وتعقبا بأن قول الملك : مرحبا ، ليس رد السلام ، فإنه كان قبل أن يفتح الباب ، والسياق يرشد إليه . وقد نبه على ذلك ابن أبي جمرة . ووقع في رواية إن جبريل قال له عند كل نبي : «سلم عليه» ، فرد عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية