الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                15902 ( وأما الحديث الذي أخبرنا ) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا حماد بن سلمة وقيس بن الربيع وأبو عوانة كلهم عن سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر الكناني قال : ثنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : لما بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن حفر قوم زبية للأسد فازدحم الناس على الزبية ووقع فيها الأسد فوقع فيها رجل وتعلق برجل وتعلق الآخر بآخر حتى صاروا أربعة فجرحهم الأسد فيها فهلكوا وحمل القوم السلاح فكاد أن يكون بينهم قتال قال : فأتيتهم فقلت : أتقتلون مائتي رجل من أجل أربعة أناس تعال أقض بينكم بقضاء فإن رضيتموه فهو قضاء بينكم وإن أبيتم رفعتم ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أحق بالقضاء قال : فجعل للأول ربع الدية ، وجعل للثاني ثلث الدية ، وجعل للثالث نصف الدية ، وجعل للرابع الدية ، وجعل الديات على من حضر الزبية على القبائل الأربعة فسخط بعضهم ورضي بعضهم ثم قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقصوا عليه القصة فقال : " أنا أقضي بينكم " . فقال قائل : فإنعليا - رضي الله عنه - قد قضى بيننا فأخبره بما قضى علي - رضي الله عنه - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " القضاء كما يقضي علي " . قال : هذا حماد وقال قيس : فأمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضاء علي - رضي الله عنه - .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية