الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16190 ( أخبرنا ) أبو الحسين : علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، وأبو محمد : عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد ، قالا : ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ عبد الملك بن أبي سليمان ، ثنا سلمة بن كهيل ، أخبرني زيد بن وهب الجهني : أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الذين ساروا إلى الخوارج ، فقال علي - رضي الله عنه - : أيها الناس ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يخرج من أمتي قوم يقرءون القرآن ليست قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ، يقرءون القرآن ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية " . لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى الله لهم على لسان نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ؛ لاتكلوا عن العمل ، وآية ذلك : أن فيهم رجلا له عضد ، وليست له ذراع على عضده مثل حلمة ثدي المرأة ، عليها شعرات بيض ، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام ، وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم ، والله ، إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ؛ فإنهم قد سفكوا الدم ، وأغاروا في سرح الناس ، فسيروا على اسم الله . قال سلمة : فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا ، [ ص: 171 ] حتى قال : مررنا على قنطرة قال : فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم : ألقوا الرماح ، وسلوا سيوفكم من جفونها ؛ فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعتم ، قال : فوحشوا برماحهم ، وسلوا السيوف ، وشجرهم الناس برماحهم . قال : فقتل بعضهم على بعض ، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان . فقال علي - رضي الله عنه - التمسوا فيهم المخدج ، فلم يجدوه ، فقام علي - رضي الله عنه - بنفسه فالتمسه فوجده ، فقال : صدق الله ، وبلغ رسوله ، فقام إليه عبيدة السلماني فقال : يا أمير المؤمنين ، آلله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : إي . والله الذي لا إله إلا هو ، حتى استحلفه ثلاثا ، وهو يحلف له . رواه مسلم في الصحيح ، عن عبد بن حميد ، عن عبد الرزاق .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية