الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16182 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر : إسماعيل بن محمد الضرير بالري ، ثنا محمد بن الفرج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا الأعمش ، ( ح قال وأنبأ ) أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ، عن عبد الله بن عمرو قال : كنت جالسا معه في ظل الكعبة وهو يحدث الناس يقول : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ، فنزلنا منزلا ، فمنا من يضرب خباءه ، ومنا من هو في جشره ، ومنا من ينتضل إذ نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الصلاة جامعة ، قال : فانتهيت إليه وهو يخطب الناس ويقول : " أيها الناس ، إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم ، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم ، ألا وإن عافية هذه الأمة في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء وفتن يدفق بعضها بعضا ، تجيء الفتن فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، ثم تجيء فيقول : هذه هذه ، ثم تجيء فيقول : هذه هذه ، ثم تنكشف . فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده ، وثمرة قلبه ، فليطعه إن استطاع " . وقال مرة : " ما استطاع " . أظنه قال : " فإن جاء أحد ينازعه ، فاضربوا عنق الآخر " . فلما سمعتها أدخلت رأسي بين رجلين فقلت : إن ابن عمك : معاوية يأمرنا أن نقتل أنفسنا ، وأن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ، والله - عز وجل - يقول : ( ولا تقتلوا أنفسكم ) ، ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) . قال : فوضع جمعه على جبهته ، ثم نكس ، ثم رفع رأسه فقال : أطعه في طاعة الله ، واعصه في معصية الله ، قلت : أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم . سمعته أذناي ، ووعاه قلبي . لفظ حديث وكيع . رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره ، عن وكيع .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية