الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22060 9636 - (22566) - (5 \ 300 - 301) عن خالد بن سمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري وكانت الأنصار تفقهه فأتيته، وهو في حواء شريك بن الأعور الشارع على المربد، وقد اجتمع عليه ناس من الناس فقال: حدثنا أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء فقال: " عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر، فعبد الله بن رواحة الأنصاري". فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا. قال: "امضه؛ فإنك لا تدري أي ذلك خير". فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناب خبر، أو بات خبر، أو ثاب خبر، شك عبد الرحمن، ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي؟ إنهم انطلقوا، فلقوا العدو، فأصيب زيد شهيدا، فاستغفروا له". فاستغفر له الناس. " ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا، أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه". ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه فقال: "اللهم هو سيف من سيوفك فانصره". فمن يومئذ سمي خالد سيف الله، ثم قال: "انفروا فأمدوا إخوانكم، ولا يتخلفن أحد " قال: فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا.

التالي السابق


* قوله: "تفقهه": - بالتشديد - أي: تنسبه إلى الفقه. [ ص: 259 ]

* "في حواء": - بفتحتين ومد -: البيوت المجتمعة.

* * *




الخدمات العلمية