الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22263 [ ص: 297 ] 9702 - (22769) - (5 \ 325) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، حدثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري، فذكر الحديث، فقال عبادة لأبي هريرة: يا أبا هريرة، إنك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إنا بايعناه على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في اليسر والعسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول في الله تبارك وتعالى ولا نخاف لومة لائم فيه، وعلى أن ننصر النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم علينا يثرب فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا، ولنا الجنة فهذه بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بايعنا عليها فمن نكث، فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما بايع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى الله بما بايع عليه نبيه صلى الله عليه وسلم.

فكتب معاوية إلى عثمان بن عفان أن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله فإما تكف إليك عبادة، وإما أخلي بينه وبين الشام، فكتب إليه أن رحل عبادة حتى ترجعه إلى داره من المدينة، فبعث بعبادة حتى قدم المدينة فدخل على عثمان في الدار، وليس في الدار غير رجل من السابقين أو من التابعين قد أدرك القوم، فلم يفجأ عثمان إلا وهو قاعد في جانب الدار، فالتفت إليه فقال: يا عبادة بن الصامت، ما لنا ولك، فقام عبادة بين ظهري الناس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم، محمدا صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله فلا تعتلوا بربكم".


التالي السابق


* قوله: " يا أبا هريرة، إنك لم تكن معنا": أي: فكيف بمعاوية، وهو قد أسلم بعدك؟ !

* "أن رحل": من الترحيل.

* "يعرفونكم": من التعريف. -

* "فلا تعتلوا": من الاعتلال؛ أي: فلا تطيعوهم في المعاصي معتلين بإذن [ ص: 298 ] ربكم؛ أي: بأن ربكم أذن لكم في ذلك، فإنه ما أذن لكم في ذلك، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية