الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22844 9965 - (23353) - (5 \ 395) عن ربعي قال: قال عقبة بن عمرو لحذيفة : ألا تحدثنا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال: سمعته يقول: "إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، الذي يرى الناس أنها نار فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء فنار تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار فإنها ماء عذب بارد".

قال حذيفة: وسمعته يقول: "إن رجلا ممن كان قبلكم أتاه ملك ليقبض نفسه، فقال له: هل عملت من خير؟ فقال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس وأجازفهم، فأنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر، فأدخله الله الجنة". [ ص: 436 ]

قال: وسمعته يقول: "إن رجلا حضره الموت، فلما أيس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا جزلا، ثم أوقدوا فيه نارا، حتى إذا أكلت لحمي وخلص إلى عظمي فامتحشت، فخذوها فاذروها في اليم، ففعلوا، فجمعه الله إليه وقال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك قال: فغفر الله له".

قال عقبة بن عمرو : وأنا سمعته يقول ذلك وكان نباشا.


التالي السابق


* قوله: "وأجازفهم": من المجازفة، وهي المساهلة.

* "فأنظر": من الإنظار، وهو التأخير والإمهال.

* "جزلا": أي: غليظا قويا.

* "أكلت": أي: النار.

* "وخلص": أي: أثر الإيقاد.

* "فامتحشت": أي: فاحترق العظم.

* "فاذروها": من ذرا يذرو، قال تعالى: تذروه الرياح [الكهف: 45]، وجاء الإذراء بمعناه أيضا، وكذا التذرية.

* * *




الخدمات العلمية