الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22522 9814 - (23031) - (5 \ 358 - 359) عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة الأسلمي قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب، ونهض معه من نهض من المسلمين فلقوا أهل خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله". فلما كان الغد دعا عليا وهو أرمد، فتفل في عينه وأعطاه اللواء " ونهض الناس معه فلقي أهل خيبر، وإذا مرحب يرتجز بين أيديهم وهو يقول:


قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب

    أطعن أحيانا وحينا أضرب
إذا الليوث أقبلت تلهب

[ ص: 363 ]

قال: فاختلف هو وعلي ضربتين، فضربه على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته قال: وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له ولهم.


التالي السابق


* قوله: "فلقوا أهل خيبر": أي: ما غابوا عنهم، ولا انكسروا، بل قابلوهم حتى حصل اللقاء بينهم، والمراد: أنه ما حصل للمسلمين الغلبة عليهم.

* "عض السيف منها": أي: من الهامة، والمراد: نفوذ السيف في رأسه.

* "أهل العسكر": الذين كانوا معه صلى الله عليه وسلم، وكان بينهم وبين محل الضراب مسافة.

* "وما تتام": من التمام؛ أي: ما تم اجتماع العسكر معه.

* * *




الخدمات العلمية