الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22488 9802 - (22997) - (5 \ 354) عن حسين، حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت بريدة يقول: جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا يا سلمان؟ " قال: صدقة عليك وعلى أصحابك. قال: "ارفعها؛ فإنا لا نأكل الصدقة". فرفعها، فجاء من الغد بمثله، فوضعه بين يديه، قال: "ما هذا يا سلمان؟ " قال: صدقة عليك وعلى أصحابك. قال: "ارفعها؛ فإنا لا نأكل الصدقة". فرفعها، فجاء من الغد بمثله، فوضعه بين يديه يحمله فقال: "ما هذا يا سلمان؟ " فقال: هدية لك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "ابسطوا". فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به.

وكان لليهود فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهما، وعلى أن يغرس نخلا فيعمل سلمان فيها حتى تطعم. قال: فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل إلا نخلة واحدة غرسها عمر، فحملت النخل من عامها ولم تحمل النخلة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما شأن هذه؟ " قال عمر: أنا غرستها يا رسول الله. قال: فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم غرسها فحملت من عامها.
[ ص: 357 ]

التالي السابق


* قوله: "حتى تطعم": - على بناء الفاعل -؛ من الإطعام، أي: حتى تعطي الثمار؛ فإنه إذا أعطى الثمار، كأنه أطعم الناس، أو - على بناء المفعول - أي: حتى تؤكل ثماره.

* * *




الخدمات العلمية