الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
م9 - واختلفوا: فيما إذا قال: وعلم الله.

فقال مالك، والشافعي: يكون يمينا.

[ ص: 271 ] وقال أبو حنيفة: لا يكون يمينا استحسانا.

قال الوزير: والذي أراه في هذا أن أبا حنيفة لم يكن يرتاب في أن الله - تعالى - عالم يعلم، وأن العلم صفة من صفات ذاته - سبحانه وتعالى - فإذا حلف بها حالف وحنث فعليه الكفارة، وإنما الذي أراه في تقصده لذلك أن العلم يتناول المعلومات كلها فإذا قال القائل:

(وعلم الله) فيجوز أن ينصرف إلى الله - سبحانه وتعالى - قد علم باطن سره في صدقه في ذلك، أو صريمته عن يمينه في الثبات عليه مع كونه يجوز أن يكون قد حلف بصفة الله التي هي العلم، فلما تردد الأمر في احتمال هذا النطق هذين المعنيين لم ير انعقاد اليمين.

قال الوزير: ثم إني بعد كلامي هذا علمت أن المروزي وأبا زيد ذكرا نحوا منه، وعللا به.

التالي السابق


الخدمات العلمية