ذكر أبي خزر بإفريقية خروج
في هذه السنة خرج بإفريقية أبو خزر الزناتي ، واجتمع إليه جموع عظيمة من البربر والنكار ، فخرج المعز إليه بنفسه يريد قتاله ، حتى بلغ مدينة باغاية ، وكان أبو خزر قريبا منها ، وهو يقاتل نائب المعز عليها ، فلما سمع أبو خزر بقرب المعز تفرقت عنه جموعه ، وسار المعز في طلبه فسلك الأوعار ، فعاد المعز وأمر أبا الفتوح يوسف بلكين بن زيري بالمسير في طلبه أين سلك ، فسار في أثره حتى خفي عليه خبره ، ووصل المعز إلى مستقره بالمنصورية .
فلما كان ربيع الآخر من سنة تسع وخمسين [ وثلاثمائة ] وصل أبو خزر الخارجي إلى المعز مستأمنا ، ويطلب الدخول في طاعته ، فقبل منه المعز ذلك وفرح به ، وأجرى عليه رزقا كثيرا .
ووصله ، عقيب هذه الحال ، كتب جوهر بإقامة الدعوة له في مصر والشام ، ويدعوه إلى المسير إليه ، ففرح المعز فرحا شديدا أظهره للناس كافة ( ومدحه الشعراء ، فممن ذكر ذلك محمد بن هانئ الأندلسي ) فقال : يقول بنو العباس قد فتحت مصر فقل لبني العباس : قد قضي الأمر