الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر هرب ابن الوثاب

في هذه السنة هرب أبو عبد الله بن جعفر المعروف بابن الوثاب من الاعتقال في دار الخلافة .

وكان هذا الرجل يقرب بالنسب من الطائع ، فلما خلع الطائع هرب هذا وصار [ ص: 501 ] عند مهذب الدولة ، فأرسل القادر بالله في أمره ، فأخرجه ، فسار إلى المدائن ، وأتى خبره إلى القادر فأخذه وحبسه ، فهرب هذه السنة ، ومضى إلى كيلان ، وادعى أنه هو الطائع لله ، وذكر من أمور الخلافة ما كان يعرفه ، وزوجه محمد بن العباس ، مقدم كيلان ، وشد منه ، وأقام له الدعوة ، وأطاعه أهل نواح أخر ، وأدوا إليه العشر على عادتهم .

وورد من هؤلاء القوم جماعة يحجون ، فأحضرهم القادر وكشف لهم حاله ، وكتب على أيديهم كتبا في المعنى ، فلم يقدح ذلك فيه . وكان أهل كيلان يرجعون إلى القاضي أبي القاسم بن كج ، فكوتب من بغداذ في المعنى ، فكشف لهم الأمر ، فأخرجوا أبا عبد الله عنهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية