الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 288 ] ذكر قصد أبي البركات بن حمدان ميافارقين وانهزامه

في هذه السنة ، في ذي القعدة ، سار أبو البركات بن ناصر الدولة بن حمدان في عسكره إلى ميافارقين ، فأغلقت زوجة سيف الدولة أبواب البلد في وجهه ، ومنعته من دخوله ، فأرسل إليها يقول : إنني ما قصدت إلا الغزاة ، ويطلب منها ما يستعين به ، فاستقر بينهما أن تحمل إليه مائتي ألف درهم ، وتسلم إليه قرايا كانت لسيف الدولة بالقرب من نصيبين .

ثم ظهر لها أنه يعمل سرا في دخول البلد ، فأرسلت إلى من معه من غلمان سيف الدولة تقول لهم : ما من حق مولاكم أن تفعلوا بحرمه وأولاده هذا ، فنكلوا عن القتال والقصد ، ثم جمعت رجالة وكبست أبا البركات ليلا ، فانهزم ونهب سواده وعسكره ، وقتل جماعة من أصحابه وغلمانه ، فراسلها : إنني لم أقصد لسوء ، فردت ردا جميلا ، وأعادت إليه بعض ما نهب منه ، وحملت إليه مائة ألف درهم ، وأطلقت الأسرى ، فعاد عنها .

وكان ابنها ( أبو المعالي بن ) سيف الدولة على حلب يقاتل قرغويه غلام أبيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية