الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عود بني أمية إلى قرطبة وولاية المستظهر

لما انهزم البربر والقاسم بن علي من أهل قرطبة ، على ما ذكرناه ، اتفق رأي أهل قرطبة على رد بني أمية ، فاختاروا عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر الأموي ، فبايعوه بالخلافة ثالث عشر رمضان من سنة أربع عشرة وأربعمائة ، وعمره حينئذ اثنتان وعشرون سنة ، وتلقب بالمستظهر بالله ، فكانت ولايته شهرا واحدا وسبعة عشر يوما وقتل .

وكان سبب قتله أنه أخذ جماعة من أعيان قرطبة فسجنهم لميلهم إلى سليمان بن المرتضى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر ، وأخذ أموالهم ، فسعوا عليه من السجن ، وألبوا الناس ، فأجابهم صاحب الشرطة وغيره ، واجتمعوا وقصدوا السجن فأخرجوا من فيه .

[ ص: 622 ] وكان ممن وافقهم على ذلك أبو عبد الرحمن محمد ( بن عبد الرحمن ) الأموي في جماعة كثيرة ، فظفروا بالمستظهر ، فقتلوه في ذي القعدة ، ولم يعقب ، وكنيته أبو المطرف ، وأمه أم ولد ، وكان أبيض أشقر ، أعين ، شثن الكفين ، رحب الصدر ، وكان أديبا ، خطيبا ، بليغا ، رقيق الطبع وله شعر جيد ، وكان وزيره أبا محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ، وكان سليمان بن المرتضى قد مات قبل قتله بعشرة أيام .

التالي السابق


الخدمات العلمية