الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ظهور عبد الرحمن الأموي

لما خالف خيران عليا أرسل يسأل عن بني أمية ، فدل على عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر الأموي ، وكان قد خرج من قرطبة مستخفيا ، ونزل بجيان ، وكان أصلح من بقي من بني أمية ، فبايعه خيران وغيره ، ولقبوه المرتضى ، وراسل خيران منذر بن يحيى التجيبي أمير سرقسطة والثغر الأعلى ، وراسل أهل شاطبة ، وبلنسية ، وطرطوشة ، والبنت ، فأجابوا كلهم إلى بيعته ، والخلاف على علي بن حمود ، فاتفق عليه أكثر الأندلس ، واجتمعوا بموضع يعرف بالرياحين في الأضحى سنة ثمان وأربعمائة ، ومعهم الفقهاء ، والشيوخ ، وجعلوا الخلافة شورى ، وأصفقوا على بيعته ، وساروا معه إلى صنهاجة والنزول على غرناطة .

وأقبل المرتضى على أهل بلنسية ، وشاطبة ، وأظهر الجفاء لمنذر بن يحيى التجيبي ، ولخيران ، ولم يقبل عليهما ، فندما على ما كان منهما ، وسار حتى وصل إلى غرناطة ، فوصل إليها ، ونزل عليها ، وقاتلوا أياما قتالا شديدا ، فغلبهم أهل غرناطة وأميرهم زاوي بن زيري الصنهاجي ، وانهزم المرتضى وعسكره ، واتبعتهم صنهاجة يقتلون ويأسرون ، وقتل المرتضى في هذه الهزيمة وعمره أربعون سنة ، وهو أصغر [ ص: 618 ] من أخيه هشام ، وسار أخوه هشام إلى البنت ، وأقام بها إلى أن خوطب بالخلافة ، ولم يزل علي بن حمود بعد هذه الهزيمة يقصد بلاد خيران والعامريين مرة بعد أخرى .

التالي السابق


الخدمات العلمية