الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          وقوله ( غرة ) : خبر دية جنين وتتعدد بتعدده ( عبدا أو أمة ) بدل من غرة وأصلها الخيار سمي بها العبد والأمة لأنهما من أنفس الأموال ووجه وجوب الغرة في الجنين حديث أبي هريرة قال : { اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى أن دية جنينها عبد أو أمة وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثها ولدها ومن معه } متفق عليه وقوله ( قيمتها خمس من الإبل ) صفة لغرة وذلك نصف عشر الدية روي ذلك عن عمر وزيد ولأنه أقل ما قدره الشرع في الجناية وهو أرش الموضحة وأما الأنملة فمقدارها ثبت بالحساب من دية الإصبع ( موروثة عنه ) أي : الجنين ( كأنه سقط حيا ) ثم مات لأنها بدل ولأنها دية آدمي حر فوجب أن تورث عنه كسائر الديات ( فلا حق فيها لقاتل ) لأنه لا يرث المقتول ( ولا لكامل رق ) لأنه مانع للإرث ويرث المبعض منها بقدر حريته كغيرها ( ويرثها ) أي : الغرة ( عصبة سيد قاتل جنين أمته الحر ) كأن ضرب بطن أم ولده فأسقطت ولدها منه فلا يرثه هو ; لأنه قاتل ، ويرثه من عداه من ورثته

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية