الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ويحرم أن ينقض من حكم ) قاض ( صالح للقضاء ) شيئا لئلا يؤدي إلى نقض الحكم بمثله ، وإلى أن لا يثبت حكم أصلا ( غير ما ) أي حكم ( خالف نص كتاب الله تعالى ، أو ) خالف نص ( سنة متواترة ، أو ) خالف نص سنة ( آحاد ك ) الحكم ( بقتل مسلم بكافر و ) كالحكم ب ( جعل من وجد عين ماله عند من حجر عليه ) بفلس ( أسوة الغرماء ) فينتقض ; لأنه لم يصادف شرطه ، إذ شرط الاجتهاد عدم النص لخبر معاذ بن جبل ; ولأنه مفرط بترك الكتاب والسنة ، ( أو ) خالف ( إجماعا قطعيا ) فينقض ; لأن المجمع عليه ليس محلا للاجتهاد بخلاف الإجماع السكوتي ، ( أو ) خالف ( ما يعتقده ) بأن حكم بما لا يعتقد صحته ( فيلزم نقضه ) لاعتقاده بطلانه ، فإن اعتقده صحيحا وقت الحكم ثم تغير اجتهاده ولا نص ولا إجماع لم ينقض ، لقضاء عمر في المشركة حيث أسقط الإخوة من الأبوين ثم شرك بينهم وبين الإخوة للأم بعد ، وقال : تلك على ما قضينا وهذه على ما نقضي ، [ ص: 509 ] وقضى في إرث الجد بقضايا مختلفة ولئلا يؤدي إلى نقض الاجتهاد بمثله ، وإن تغير اجتهاده قبل الحكم عمل بالأخير لاعتقاده بطلان ما قبله .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية