الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                310 ص: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا إبراهيم بن بشار، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا عمرو بن دينار ، عن عروة بن عياض ، عن أبي سعيد الخدري، قال: "قلت لإخواني من الأنصار: : اتركوا الأمر كما تقولون: الماء من الماء; أرأيتم إن أغتسل؟ فقالوا: لا والله، حتى لا يكون في نفسك حرج مما قضى الله ورسوله" .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، وعروة بن عياض بن عمرو بن عبد القاري ، روى له مسلم .

                                                وأبو سعيد الخدري : اسمه سعد بن مالك ، مشهور باسمه وكنيته.

                                                وأخرجه أبو العباس السراج في "مسنده": ثنا روح بن عبادة ، عن زكريا بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، أن ابن عياض أخبره، أن أبا سعيد كان ينزل في دارهم، وأن أبا سعيد أخبره: "أنه كان يقول لأصحابه: أرأيتم لو اغتسلت وأنا [ ص: 476 ] أعرف أنه كما تقولون؟ قالوا: لا حتى لا يكون في نفسك حرج مما قضى الله ورسوله، في الرجل يأتي امرأته ولا ينزل" .

                                                قوله: "اتركوا الأمر كما تقولون: الماء من الماء" أي: اتركوا العمل بهذا القول، أو اتركوا أمركم للناس، بألا تغتسلوا إلا من الإنزال.

                                                قوله: "أرأيتم" معناه أخبروني.

                                                قوله: "إن أغتسل" خبر إن محذوف، يعني: إن أغتسل أنا من الإكسال ماذا يترتب علي؟ فقالوا- أي الأنصار : لا والله ما نترك قولنا بهذا، ولا نأمرك بالاغتسال، حتى لا يكون في نفسك حرج -أي ضيق- مما قضى الله ورسوله- أي مما حكم الله ورسوله.




                                                الخدمات العلمية