الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 304 ] قوله ( عامدا ذاكرا لصومه : فسد صومه ، وإن فعله ناسيا أو مكرها : لم يفسد ) . يعني : أنه إذا فعل ما تقدم ذكره عامدا ، ذاكرا لصومه مختارا : يفسد صومه وإن فعله ناسيا أو مكرها ، سواء أكره على الفطر حتى فعله ، أو فعل به : لم يفسد صومه وهذا المذهب في ذلك كله ، ونقله الجماعة عن الإمام أحمد ، ونقله الفضل في الحجامة وذكره ابن عقيل في مقدمات الجماع ، وذكره الخرقي في الإمناء بقبلة ، أو تكرار نظر ، وقال في المستوعب : المساحقة كالوطء فيما دون الفرج ، وكذا من استمنى فأنزل المني ، وذكر أبو الخطاب : أنه كالأكل في النسيان ، وقال في الرعاية الكبرى : من فعل بعض ذلك جاهلا ، أو مكرها : فلا قضاء في الأصح ، وعنه ويفطر بالحجامة ناس ، اختاره ابن عقيل في التذكرة لظاهر الخبر ، واختار ابن عقيل أيضا : الفطر بالاستمناء ناسيا ، وقيل : يفطر باستمناء قال في الفروع : والمراد مقدمات الجماع ، وذكر في الرعاية : الفطر إن أمنى بغير مباشرة مطلقا ، وقيل : عامدا . أو أمذى بغير المباشرة عامدا ، وقيل : أو ساهيا ، وقال في المكره : لا قضاء في الأصح ، وقيل : يفطر إن فعل بنفسه كالمريض . ولا يفطر إن فعله غيره به ، بأن صب في حلقه ماء مكرها ، أو نائما ، أو دخل في فيه ماء المطر .

التالي السابق


الخدمات العلمية