الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فوائد . يستحب قتل كل مؤذ من حيوان ، وطير ، جزم به في المستوعب وغيره ، وقدمه في الفروع ، وقال : هو مراد من أباحه . انتهى . فمنه الفواسق الخمسة ، وهي الغراب الأسود ، والأبقع ، وقيل : المراد في الحديث : الأبقع . قاله الزركشي ، والحدأة ، والعقرب ، والفأرة ، والكلب العقور ، والأسود البهيم ، وفي مسلم " والحية " أيضا ، وفيه { يقتلن في الحرم والإحرام } وفيه { أنه عليه أفضل الصلاة والسلام أمر محرما بقتل حية في منى } فنص من كل جنس على أدناه تنبيها . والتنبيه مقدم على المفهوم إن كان . وللدارقطني " يقتل المحرم الذئب " . نقل حنبل " يقتل المحرم الكلب العقور ، والذئب ، والسبع . وكل ما عدا من السباع " ، ونقل أبو الحارث " يقتل السبع عدا أو لم يعد " انتهى . ومما يقتل أيضا : النمر ، والفهد ، وكل جارح : كنسر ، وبازي ، وصقر ، وباشق ، وشاهين ، وعقاب ، ونحوها ، وذباب ، ووزغ ، وعلق ، وطبوع ، وبق ، وبعوض . ذكره صاحب المستوعب ، والمصنف ، والشارح ، وغيرهم . ونقل حنبل : يقتل القرد ، والنسر ، والعقاب . إذا وثب ، ولا كفارة ، وقال قوم : لا يباح مثل غراب البين . قال في الفروع : ولعله ظاهر المستوعب ، فإنه مثل بالغراب الأبقع فقط . [ ص: 489 ] فإن قتل شيئا من هذه الأشياء من غير أن يعدو عليه فلا كفارة عليه ، ولا ينبغي له . وما لا يؤذي بطبعه لا جزاء فيه . كالرخم ، والبوم ونحوهما . قال بعض الأصحاب : ويجوز قتله . منهم الناظم ، وقيل : يكره ، وجزم به في المحرر وغيره ، وقيل : يحرم . نقل أبو داود : ويقتل كل ما يؤذيه ، وللأصحاب وجهان في نمل ونحوه . وجزم في المستوعب : يكره قتله من غير أذى ، وذكر منها الذباب . قال في الفروع : والتحريم أظهر للنهي ، ونقل حنبل : لا بأس بقتل الذر ، ونقل مهنا : ويقتل النملة إذا عضته ، والنحلة إذا آذته ، واختار الشيخ تقي الدين : لا يجوز قتل نحل ، ولو بأخذ كل عسله ، وقال هو وغيره : إن لم يندفع نحل إلا بقتله . جاز . قال الإمام أحمد : يدخن للزنابير إذا خشي أذاهم . هو أحب إلي من تحريقها ، والنمل إذا آذاه يقتله .

التالي السابق


الخدمات العلمية