الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  927 19 - حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا مالك بن أنس قال : حدثني محمد بن أبي بكر الثقفي قال : سألت أنسا ونحن غاديان من منى إلى عرفات عن التلبية كيف كنتم تصنعون مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كان يلبي الملبي لا ينكر عليه ، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للجزء الثاني للترجمة في قوله : "ويكبر المكبر" .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم أربعة : أبو نعيم الفضل بن دكين تكرر ذكره ، ومحمد بن أبي بكر بن عوف بن رباح الثقفي بالثاء المثلثة والقاف المفتوحتين .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وبصيغة الإفراد في موضع ، وفيه السؤال ، وفيه القول في ثلاثة مواضع .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) أخرجه البخاري أيضا في «الحج" عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك ، وأخرجه مسلم في «المناسك" عن يحيى بن [ ص: 294 ] يحيى ، عن مالك ، وعن شريح بن يونس ، عن عبد الله بن رجاء ، وأخرجه النسائي فيه عن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي نعيم به ، وعن إسحاق بن عبد الله بن رجاء به ، وأخرجه ابن ماجه فيه عن محمد بن يحيى .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) قوله : " سألت أنسا " وفي رواية أبي ذر : "سألت أنس بن مالك " ، قوله : " ونحن " الواو للحال ، قوله : " غاديان " من غدا يغدو غدوا والمعنى نحن سائران من منى متوجهان إلى عرفات ، قوله : " عن التلبية " يتعلق بقوله : "سألت" ، قوله : "كان ” أي الشأن ، قوله : " لا ينكر عليه " على صيغة المعلوم في الموضعين ، والضمير المرفوع الذي فيه يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والتكبير المذكور نوع من الذكر ، أدخله الملبي في خلال التلبية من غير ترك للتلبية لأن المروي عن الشارع أنه لم يقطع التلبية حتى رمى جمرة العقبة ، وهو مذهب أبي حنيفة ، والشافعي ، وقال مالك : يقطع إذا زالت الشمس ، وقال مرة أخرى : إذا وقف ، وقال أيضا : إذا راح إلى مسجد عرفة ، وقال الخطابي : السنة المشهورة فيه أن لا يقطع التلبية حتى يرمي أول حصاة من جمرة العقبة يوم النحر ، وعليها العمل ، وأما قول أنس هذا فقد يحتمل أن يكون تكبير المكبر منهم شيئا من الذكر يدخلونه في خلال التلبية الثابتة في السنة من غير ترك التلبية .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية