الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7471 ) أن السلب للقاتل في كل حال ، إلا أن ينهزم العدو . وبه قال الشافعي ، وأبو ثور ، وداود ، وابن المنذر . وقال مسروق : إذا التقى الزحفان ، فلا سلب له ، إنما النفل قبل وبعد . ونحوه قول نافع . كذلك قال الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، وأبو بكر بن أبي مريم السلب للقاتل ، ما لم تمتد الصفوف بعضها إلى بعض ، فإذا كان كذلك ، فلا سلب لأحد .

                                                                                                                                            ولنا ، عموم قوله عليه السلام : { من قتل قتيلا ، فله سلبه } . ولأن أبا قتادة إنما قتل الذي أخذ سلبه في حال [ ص: 190 ] التقاء الزحفين ، ألا تراه يقول : فلما التقينا رأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين . وكذلك قول أنس : فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا ، وأخذ أسلابهم . وكان ذلك بعد التقاء الزحفين ، لأن هوازن لقوا المسلمين فجأة ، فألحموا الحرب قبل أن تتقدمها مبارزة .

                                                                                                                                            وروى سعيد : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك . قال : غزونا إلى طرف الشام ، فأمر علينا خالد بن الوليد ، فانضم إلينا رجل من أمداد حمير ، فقضي لنا أنا لقينا عدونا ، فقاتلونا قتالا شديدا ، وفي القوم رجل من الروم ، على فرس له أشقر ، وسرج مذهب ، ومنطقة ملطخة ، وسيف مثل ذلك ، فجعل يحمل على القوم ، ويغري بهم ، فلم يزل المددي يحتال لذلك الرومي حتى مر به ، فاستقفاه ، فضرب عرقوب فرسه بالسيف ، ثم وقع ، فأتبعه ضربا بالسيف حتى قتله فلما فتح الله الفتح ، أقبل بسلب القتيل ، وقد شهد له الناس أنه قاتله ، فأعطاه خالد بعض سلبه ، وأمسك سائره ، فلما قدم المدينة استعدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا خالدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منعك يا خالد أن تدفع إلى هذا سلب قتيله ؟ " . قال : استكثرته له . قال : " فادفعه إليه " . وذكر الحديث . رواه أبو داود .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية