الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1660 [ 988 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أخبرني إسماعيل ابن علية بإسناده عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " "في الأصابع عشر عشر" . .

التالي السابق


الشرح

الكتاب المذكور كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم وبعث به معه، فعن ابن شهاب قال: قرأت كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى أهل نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم كتب في: هذا بيان من الله -عز وجل- ورسوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود حتى بلغ إن الله سريع الحساب ثم كتب: هذا كتاب الجراح: في النفس مائة من الإبل ... واندفع في ذكر ديات الأعضاء.

وعن سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن ... وحكى ما كان فيه.

وقوله: مما هناك أشار به إلى اليدين والرجلين، فقد روي عن نظم الكتاب وترتيبه: "وفي اليد خمسون من الإبل، وفي كل إصبع مما هناك عشر من الإبل.

والمقصود أن الأصابع تستوي في الدية وإن اختلف منافعها وفوائدها، وهذا كما أن الصغير والكبير والعيل والضعيف يستوون في [ ص: 287 ] الدية، ولا يتبع ما في الناس من الخصال والمعاني، فإن النظر فيها يطول ولا ينضبط، وما روي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يفاوت بينهما، فيجعل في الإبهام خمس عشرة، وفي السبابة والوسطى عشرا عشرا، وفي البنصر تسعا، وفي الخنصر ستا; فعن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه قضى بذلك لما رأى فيها من التفاوت إلى أن وجد الكتاب عند آل عمرو بن حزم فأخذ بما فيه .

وروي أن ابن عباس كان يقول في الأصابع عشر عشر، فأرسل مروان إليه قال: أتفتي في الأصابع بهذا وقد بلغك عن عمر ما بلغك! فقال ابن عباس: رحم الله عمر، قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحق أن يتبع من قول عمر .

وحديث أبي موسى لم [يسق] الشافعي إسناده في هذا الموضع، ورواه المزني عن الشافعي عن إسماعيل عن غالب التمار عن مسروق بن أوس عن أبي موسى الأشعري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وكذلك [ ص: 288 ] رواه علي بن المديني وغيره، ورواه سعيد بن أبي عروبة عن إسماعيل، فأدخل بين غالب ومسروق: حميد بن هلال.

ويؤيد الحديثين ما روى البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس عن شعبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذه وهذه سواء" يعني: الخنصر والإبهام .

وروي عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابع اليدين والرجلين سواء .

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "في الأصابع عشر عشر" .

ويروى التسوية بينهما عن: عثمان، وعلي وزيد بن ثابت رضي الله عنهم.




الخدمات العلمية