الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1780 الأصل

[ 1332 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا يحيى بن سليم، عن عبد الله ابن عثمان بن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة الأنصاري، عن أبيه، عن جده رفاعة; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نادى: " "أيها الناس إن قريشا أهل أمانة، من بغاها العواثر أكبه الله لمنخريه يقولها ثلاث مرات".

[ ص: 425 ]

التالي السابق


[ ص: 425 ] الشرح

قوله: "أمانة" يجوز أن يريد أنهم يؤتمنون للتقدم والإمامة، ويجوز أن يريد أن توقيرهم ومحبتهم لمكانهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمانة ائتمن عليها الناس، ويحتمل أن يريد قوة أمانتهم وكمالها; ففي حديث علي رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أمانة الأمين من قريش تعدل أمانة اثنين من غيرهم.

وقوله: "من بغاها العواثر" أي: طلب عثراتها، يقال: بغاه كذا أي: بغاه له.

وقوله: أكبه الله كذا هو في أكثر النسخ، والصواب: كبه الله، يقال: كبه لوجهه أي: صرعه فأكب هو على وجهه، وعده أهل اللغة من النوادر، فإن الغالب أن يكون أفعلت غيري وفعلت إياه، هذا على العكس، ثم يحتمل أن يجعل: "كبه الله" خيرا، ويحتمل أن يجعل دعاء، وروى الحديث وكيع عن سفيان الثوري عن ابن خيثم وقال: كبه الله .




الخدمات العلمية