الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( وأن يقرب ) الذكر مطلقا حيث لا إيذاء ولا تأذي بنحو زحمة ( من البيت ) تبركا به لشرفه ولأنه أيسر لنحو الاستلام لكن قال الزعفراني الأفضل أن يبعد منه ثلاث خطوات ليأمن الطواف على الشاذروان ولعله باعتبار زمنه لما كان الشاذروان مسطحا يطوف عليه العوام وكان عرضه دون ذراع أما الآن فلا يأتي ذلك ؛ لأن الإمام المحب الطبري جزاه الله خيرا اجتهد في تسنيمه وتتميمه ذراعا وبقي إلى الآن عملا بقول الأزرقي وصنف في ذلك جزءا حسنا رأيته بخطه وفي آخره أنه استنتج من خبر عائشة { لولا قومك حديثو عهد بكفر لهدمت البيت } الحديث أنه يجوز التغيير فيه لمصلحة ضرورية أو حاجية أو مستحسنة ، وقد ألفت في ذلك كتابا حافلا سميته المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة دعا إليه خبط جمع جم فيه لما وردت المراسيم بعمارة سقفها سنة تسع وخمسين لما أنهاه سدنتها من خرابه .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              [ ص: 92 ] قوله : الذكر مطلقا ) أي أما المرأة والخنثى فيكونان في حاشية المطاف ، فإن طافا خاليين فكالرجل في استحباب القرب مغني ونهاية زاد الونائي قال عبد الرءوف والخنثى يتوسط بين الرجال والنساء ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : حيث لا إيذاء إلخ ) حاصل نص الأم أنه يتوقى التأذي والإيذاء بالزحام مطلقا ويتوقى الزحام الخالي عنهما إلا في الابتداء والأخيرة بصري وجرى على ذلك الحاصل النهاية وشرح بافضل ( قوله : بنحو زحمة ) أي كتنجس المحل القريب ونائي ( قوله : ولعله إلخ ) ذكر في النهاية نحو ذلك عبارته وكان ذلك عند عدم ظهور الشاذروان أما عند ظهوره فلا احتياط كما هو ظاهر انتهى وقال في المغني والأولى كما قال بعضهم أن يجعل بينه وبين البيت ثلاث خطوات ليأمن مرور بعض جسده على الشاذروان انتهى أقول قد يقال إنه أوجه لأن التسليم لا يمنع دخول جزء منه كيده في هواء الشاذروان فالاحتياط في البعد بنحو ما ذكره الزعفراني مما يحصل به الأمن مما ذكر ثم رأيت تلميذ الشارح نقل كلامه هذا في شرحه على مختصر الإيضاح ثم عقبه بقوله وفيه نظر بل الإبعاد قليلا أولى انتهى ا هـ بصري عبارة الونائي والاحتياط الإبعاد عن البيت بذراع ا هـ .

                                                                                                                              وفي الكردي على بافضل عن مختصر الإيضاح للشارح وعن البكري وابن علان بنحو ذراع ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : وصنف ) أي المحب الطبري في ذلك أي في وجوب التسنيم صونا لطواف العامة ش ( قوله : استنتج ) لعله ببناء المفعول ( قوله وقد ألفت إلخ ) من كلام الشارح نفسه و ( قوله : في ذلك ) أي في جواز التغيير في البيت لما ذكر ( قوله : دعا إليه ) أي التأليف ( قوله : جم ) أي كثير ( فيه ) أي في جواز التغيير ( قوله : لما وردت إلخ ) بكسر اللام و ( قوله : لما أنهاه ) بفتحها والضمير يرجع إلى السقف و ( سدنتها ) خدامها كردي والأولى أو الصواب عكس ما ذكره في اللامين وأن الضمير يرجع لما الموصولة ( قوله : سنة تسع وخمسين ) أي وتسعمائة




                                                                                                                              الخدمات العلمية