الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7757 - ماء الرجل غليظ أبيض ، وماء المرأة رقيق أصفر ، فأيهما سبق أشبهه الولد (حم م هـ ك) عن أنس. (صح)

التالي السابق


(ماء الرجل) أي منيه (غليظ أبيض) غالبا (وماء المرأة رقيق أصفر) غالبا (فأيهما سبق أشبهه الولد) بحكم السبق ، قال في المطامح: فإن استويا في السبق كان الولد خنثى ، وقد يرق ويصفر ماء الرجل لعلة ، ويغلظ ويبيض ماؤها لفضل قوة ، وقد يخرج ماء الرجل بلون الدم لكثرة جماع ويتلذذ بخروجه ، وقد أفاد هذا الخبر أن للمرأة منيا كما أن للرجل منيا ، والولد مخلوق منهما ، إذ لو لم يكن لها ماء وكان الولد من مائه المجرد لم يكن شبهها ، لأن الشبه يسبب ما بينهما من المشاركة في المزاج الأصلي المعين المعد لقبول التشكلات والكيفيات المعينة من مبدعه تبارك وتعالى ، فإن غلب ماء الذكر ماء الأنثى وسبق ، نزع الولد إلى جانبه ، وإن كان بالعكس فبالعكس ، قاله القاضي ، ووقع في مسلم من حديث عائشة: إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه أعمامه ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه أخواله ، قال ابن حجر: هو مشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للأعمام إذا علا ماء الرجل ، ويكون ذكرا لا أنثى ، وعكسه ، والمشاهدة خلاف ذلك ، لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه ، وعكسه ، وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب التشبه بسبب الكثرة ، بحيث يصير الآخر مغمورا فيه ، فبذلك يحصل الشبه ، وينقسم ذلك ستة أقسام: الأول: أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر ، فيحصل له الذكورة والشبه. الثاني: عكسه. الثالث: أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر ، فيحصل الذكورة والشبه للمرأة. الرابع: عكسه. الخامس: أن يسبق ماء الرجل فيستويان ، فيذكر ولا يختص بشبه. السادس: عكسه

(حم م ن هـ عن أنس) قال: سألت أم سليم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عن المرأة ترى في منامها فقال: إذا رأت ذلك فأنزلت فعليها الغسل ، فقالت: أيكون هذا ؟ قال: نعم ، ماء الرجل..... إلخ.



الخدمات العلمية