الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7436 - لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا (حم ق ت ن هـ) عن أنس. (صح)

التالي السابق


(لو تعلمون ما أعلم) أي من عظم انتقام الله من أهل الجرائم ، وأهوال القيامة وأحوالها ما علمته ، لما ضحكتم أصلا المعبر عنه بقوله (لضحكتم قليلا) إذ القليل بمعنى العديم على ما يقتضيه السياق ، لأن "لو" حرف امتناع لامتناع ، وقيل معناه: لو تعلمون ما أعلم مما أعد في الجنة من النعيم وما حفت به من الحجب لسهل عليكم ما كلفتم به ، ثم إذا تأملتم ما وراء ذلك [ ص: 316 ] من الأمور الخطرات وانكشاف المعظمات يوم العرض على فاطر السماوات ، لاشتد خوفكم (ولبكيتم كثيرا) فالمعنى مع البكاء ، لامتناع علمكم بالذي أعلم ، وقدم الضحك لكونه من المسرة ، وفيه من أنواع البديع مقابلة الضحك بالبكاء والقلة بالكثرة ، ومطابقة كل منهما بالآخر ، قيل: الخطاب إن كان للكفار فليس لهم ما يوجب ضحكا أصلا ، أو للمؤمنين فعاقبتهم الجنة وإن دخلوا النار ، فما يوجب البكاء ؟ فالجواب أن الخطاب للمؤمن ، لكن خرج الخبر في مقام ترجيح الخوف على الرجاء

(حم ق ت ن هـ عن أنس) قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت بمثلها قط ، ثم ذكره ، وجاء في رواية أن تلك كانت خطبة الكسوف.



الخدمات العلمية